قوله: {هُوَ مَعَهُمْ} قال: هو فوق العرش وعلمه معهم {أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
وقال ابن كثير: وحكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معيَّة علمه تعالى، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم وبصره نافذٌ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه، لا يغيب عنه من أمورهم شيء، قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم.
قوله تعالى: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} قال ابن جرير: يقول إذ يقول رسول الله لصاحبه أبي بكر: {لا تَحْزَنُ} ، وذلك أنه خاف من الطلب أن يعلموا بمكانهما، فجزع من ذلك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تحزن إن الله معنا، والله ناصرنا، فلن يعلم المشركون بنا، ولن يصلوا إلينا ".
قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} قد تقدمت هذه الآية في الآيات التي فيها إثبات السمع والبصر، والمراد بها هنا إثبات المعيَّة الخاصة.
قال ابن كثير: {لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} أي لا تخافا من فرعون، فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه, وأرى مكانكما ومكانه، لا يخفى عليَّ من أمركم شيء، واعلما أن ناصيته بيدي؛ فلا يتكلم ولا يتنفس