{نَذِيرًا} يعني منذراً ينذرهم عقابه ويخوفهم عذابه، إن لم يوحدوه، ويخلصوا له العبادة، ويخلعوا كل ما دونه من الآلهة والأوثان.

.........................................................................

{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} . يقول تعالى ذكره: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} ، {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي له سلطان السموات والأرض يُنفذ في جميعها أمره وقضاءه، ويُمضي في كلها أحكامه، يقول: فحق على من كان كذلك أن يطيعه أهل مملكته، ومن في سلطانه، ولا يعصوه. يقول: فلا تعصوا نذيري إليكم أيها الناس واتبعوه، واعملوا بما جاءكم به من الحق. {وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} يقول تكذيباً لمن أضاف إليه الولدَ، وقال: الملائكة بنات الله: ما اتخذ الذي نزَّل الفرقان على عبده ولداً، فمن أضاف إليه ولداً فقد كذب وافترى على ربه.

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} يقول تكذيباً لمن يُضيف الألوهية إلى الأصنام ويعبدها من دون الله من مشركي العرب - ويقول في تلبيته: لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك -: كذب قائلوا هذا القول، ما كان لله من شريكٍ في مُلكه وسلطانه فيصلح أن يُعبد من دونه، يقول تعالى ذكره: فأفردوا أيها الناس لربكم - الذي نزل الفرقان على عبده محمد نبيه - صلى الله عليه وسلم - الألوهية، وأخلصوا له العبادة دون كل ما تعبدونه من دونه من الآلهة والأصنام والملائكة والجن والإنس؛ فإن كل ذلك خلقه وفي ملكه، فلا تصلح العبادة إلا لله الذي هو مالك جميع ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015