َ رَبُّكَ} يعني: لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق - صلوات الله وسلامه عليه - فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفِّعه الله تعالى في ذلك -وهي أول الشفاعات-، وهي المقام المحمود، فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفاً.

قوله تعالى {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا} قال ابن جرير: وتأويل الكلام: ويوم تشقق السماء عن الغمام، وقيل أن ذلك غمام أبيض مثل الغمام الذي ظُلِّل على بني إسرائيل، ثم ذكر عن مجاهد قوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} قال: هو الذي قال: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} ، الذي يأتي الله فيه يوم القيامة, ولم يكن قط إلا لبني إسرائيل. قال ابن جريج: الغمام الذي يأتي الله فيه

.........................................................................

غمامٌ زعموا في الجنة. وذكر بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله حين يهبط، بينه وبين خلقه سبعون [ألف] حجاب منها النور والظلمة والماء، فيضرب الماء في تلك صوتاً تنخلع له القلوب.

وعن عكرمة في قوله: {يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} يقول: والملائكة حوله. وعن ابن عباس قال: إن هذه السماء إذا انشقت نزل منها من الملائكة أكثر من الجن والإنس، وهو يوم التلاق، يوم يلتقي أهل السماء وأهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015