ذكر رضى الله وغضبه وسخطه وكراهيته وأنه متصف بذلك

قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} قال ابن جرير: يقول تعالى عز وجل: رضي الله عن هؤلاء الصادقين الذين صدقوا في الوفاء له ما وعدوه، من العمل بطاعته واجتناب معاصيه، {وَرَضُوا عَنْهُ} يقول: ورضوا هم عن الله تعالى في وفائه لهم بما وعدهم على طاعتهم إياه، فيما أمرهم ونهاهم من جزيل ثوابه {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .

قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} أي: عامداً قتله {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} بقتله إياه متعمداً {وَلَعَنَهُ} أبعده عن رحمته وأخزاه وأعدَّ له عذاباً عظيماً، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن فعل مثل هذا الذنب العظيم.

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ} من طاعة الشيطان {وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} من طاعة الرحمن {فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} لأنها عُمِلت في غير مرضاته.

{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] . وَقَوْلُهُ: {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة: 46] . وَقَوْلُهُ: {كَبُرَ مقْتًا عندَ اللَّهِ أن تقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] .

َقَولُهُ: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [البقرة: 210] . {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ ربِّكَ} [الأنعام: 158] .

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي: أغضبونا {انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} بعاجل العذاب {فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015