ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين، وأئمة المسلمين، يُزَكُّون رواة الأخبار، ونقلة الآثار، ليذبوا به الكذب عن وحي الملك الجبار.

فمن هؤلاء الأئمة: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي (?)، وأبو الحسينِ مسلم بن حجاج القشيري ـ رضي الله عنهما ـ: صَنَّفَا في صحيح الأخبار: كتابين مهذبين، انتشر ذكرهما في الأقطار (?).

وقد التزم الشيخان ـ البخاري ومسلم ـ أن يخرجا في كتابيهما الصحيح من الحديث، بل أعلى أنواع الحديث درجة، ولم يلتزما ـ ولا واحد منهما ـ استيعاب الصحيح كله، بل تركا كثيراً من الصحيح الذي على شرطهما، والصحيح الذي هو أقل درجة من شرطهما.

وتبعهما في صنع كتب تقتصر على صحيح الحديث كثير من الحفَّاظ الأئمة الكبار؛ منهم:

ابن خزيمة، الحافظ الكبير، إمام الأئمة، شيخ الإسلام، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ولد سنة 223هـ، وتوفي سنة 311 هـ، عن89 سنة.

صنَّف كتابه المشهور ((صحيح ابن خزيمة)) ولم نره قط، ولا ندري! لعله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015