فقد يعلم بعض القارئين أني تحدثت في مقدمات بعض كتبي ـ وغيرها ـ، ـ كمقدمة شرحي لـ ((سنن الترمذي)) ـ في شأن الفهارس، وغلط أهل هذا العصر في ظنهم أنها عمل إفرنجي طبَّقه المستشرقون على كتبنا التي قاموا بنشرها وبيَّنت أن فكرة الفهارس فكرة عربية إسلامية، لم يعرفها الإفرنج، ولاخطرت ببالهم إلا في عصور متأخرة، وأن العرب سبقوهم بقرون طوال في ترتيب اللغة على الحروف في المعاجم، وفي كتب التراجم ـ وغيرها ـ على الحروف، كما صنع الخليل بن أحمد ـ ومن تبعه ـ في اللغة ـ (?)، وكما صنع البخاري ـ ومن تبعه ـ في التراجم ـ (?).
وبينت أن هذه محاولات للفهارس، لم يمنعهم عن جعلها فهارس حقيقية إلا عدم وجود المطابع.
أما هذا الكتاب ـ ((الإحسان)) ـ؛ فقد وجد مؤلفه الأمير علاء الدين الفارسي أمامه كتابا منظما على التقاسيم والأنواع، ولأقسامه وأنواعه أرقام، فواتته الفكرة السليمة، وأسعفه العقل النير، فجعل كتابه فِهْرِساً حقيقيا لكتاب ابن حبان؛ فوضع بإزاء كل حديث رقم النوع الذي رواه فيه ابن حبان، وبين القسم الذي فيه النوع (?).