حكم الخوض فيما حصل بين الصحابة بهدف الدفاع عنهم

Q ما رأيكم فيمن يخوض فيما حصل بين الصحابة من باب الدفاع عن الصحابة والاعتذار عما حصل بينهم، خصوصاً أنه في بعض البلاد الإسلامية قد شوه تاريخ الصحابة رضي الله عنهم؟

صلى الله عليه وسلم الدفاع عن الصحابة بالأصول الشرعية المعروفة مطلوب، فإذا وجدت من يلمز أو يقدح في الصحابة أو طائفة منهم أو أفراد فيجب أن تدافع عنهم بالأصول الشرعية؛ لكن لا يصل الأمر إلى حد المراء، بل تقيم الحجة وتبين أن الله عز وجل زكاهم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم زكاهم، وأنهم كذا وكذا مما ورد فيهم، وأن أكثر ما نسب إليهم مكذوب عليهم، وأنهم وقع بعضهم فيما وقعوا من الاختلاف عن اجتهاد.

هذه هي الأصول العامة فمن لم يقتنع بها فهو صاحب هوى فلا داعي أن تماريه وتجادله، لكن أكثر الناس يجهل هذه الأصول، وهذا مما يجب أن يتنبه له طلاب العلم، فإننا نتصور أن كثيراً من المثقفين والشباب والقراء وغيرهم ممن غرر بهم تجاه الصحابة، نتصور أن عندهم علماً في القواعد الشرعية، والصحيح أن أغلبهم وإن كثرت ثقافته لكن ليس عنده علم مؤصل يعرفون به القواعد الشرعية الواردة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند السلف، بل يجهلونها، فهم يحتاجون إلى أن يلقنوها تلقيناً بيناً مع ما يصحب ذلك من الوعظ والتخويف بالله عز وجل، وبيان خطورة هذا الأمر على دين المسلم، وأنه من الأمور الغيبية التي انقضت وانطوت، ويجب على المسلم أن يبقى سليم الصدر تجاه عموم المسلمين الذين سبقوا.

هذه القواعد ينبغي أن ننشرها وأن نبينها وأن نعرضها على الناس دائماً؛ لأن الناس قد كثر خوضهم وخلطهم وخبطهم في هذا الموضوع، وكثر دعاة الضلالة الذين انبروا للقدح في الصحابة رضي الله عنهم حتى انطلت شبهاتهم على بعض من ينتسبون إلى الثقافة والعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015