القواعد يحتاج إلى تأويل، هذا عند من؟ عند النحاة، وإذا كان المخالف من النصوص حديث هذا لا يشكل عليهم كثيراً؛ لأنهم يقولون: الحديث مروي بالمعنى، والراوي قد يكون ممن لا يحتج به في اللغة، لكن إذا كان المخالف للقاعدة آية من كتاب الله متواترة يحتاجون أن يؤولوا، وأن يقدروا من أجل أن تنضبط قواعدهم {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} [(1) سورة الانشقاق] {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ} [(1) سورة الانفطار] السماء مرفوع إيش؟ فاعل بإيش؟ بفعلٍ محذوف يفسره المذكور، لا بد أن تقول: إذا انشقت السماء انشقت، إذا انفطرت السماء انفطرت، على شان إيش؟ على شان تنضبط قاعدتهم، لماذا لا نضبط القواعد على القرآن؟ المحفوظ من التغيير والتبديل، علماً بأن هذه القواعد مهما حاولوا وجدّوا في ضبطها فهي مخرومة، سواء كانت بالنصوص، أو كانت لغات العرب الأخرى، ولذا تجدون الخلاف الطويل العريض بين الكوفيين والبصريين، وعلل النحاة تكاد تنضبط، فهم يحاولون أن ينزلوا النصوص على قواعدهم، الآن إذا كان معك ساعة تريد أن تضبط الساعة أنت تضبطها على الشمس وطلوعها وغروبها زوالها، أو تحكم على الشمس بزوالها وغروبها وطلوعها تحكم على ذلك بساعتك؟ أيهما الأصل أن تضبط ساعتك على الثوابت التي تعرف بها الأوقات، بخلاف من يضبط هذه الأوقات بالساعة، لو افترضنا أن ساعته قدمت أو أخرت، ضعف الحجر أو نسي؛ لأنه كانت الساعات ما هي على الأحجار تتعبى، يعشيها نعم، هذا نظير ما عندنا، يعني نضبط الثابت بالمتغير، والأصل العكس أن نضبط المتغير بالثابت، الآن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل، ولذلك تجدون الإشكال كبير عندهم في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ} [(69) سورة المائدة]
طالب:. . . . . . . . .