نعم، لأن الناس يتغيرون كلما طال بهم العهد، كلما طال بهم العهد تغيروا زاد تغيرهم، ولا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، فوصف السابقين الذي اتصفوا به وهم المقربون وجودهم في صدر هذه الأمة أكثر من وجودهم في أخرها، لكن الوصف، وصف الأبرار أصحاب اليمين كما أنه وجود في صدر هذا الأمة موجود في أخرها على حد سواء، يعني: قد يكون في الآخرين باعتبار كثرة الناس، وإذا كان المجموع في السابق ممن مات عنهم النبي -عليه الصلاة والسلام- حدود مائة ألف، وتصور أن السابقين مثلاً منهم سبعون أو ستون ألف، وأصحاب اليمين البقية أربعون ألف من الصحابة، فالسابقون من الآخرين لم يصلوا إلى العدد الأول لأن المقربين أفراد، وقلة بالنسبة لأصحاب اليمين الأبرار، بينما الأبرار في غمرات أي: جموع كثيرة من المسلمين على مر العصور فيهم كثرة ولذا قال: {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ*وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ} ما قال فيهم قليل من الآخرين، لماذا؟ يعني: قد يقول قائل مثلاً: بالنسبة لنتائج المدارس نفترض أن السابقين نضع مكانهم من تقديره ممتاز، وأصحاب اليمين من تقديرهم جيد جداً، وأصحاب الشمال هؤلاء هم الراسبون، أصحاب السابقون بامتياز كم عددهم، يكون كثير قليل لأن الدرجات المطلوبة لهذا التقدير صعبة وثقيلة، كما أن الأعمال المطلوبة من السابقين أيضاً ثقيلة على النفوس، وأصحاب اليمين تجدهم أكثر لأن الشرط أوسع كما أن من تقديرهم جيد جداً أو جيد عددهم كبير بالنسبة للناجحين، أكثر ممن قليل وتقديره ممتاز، هذا على سبيل التقريب، يعني: يوضح لنا أن السابقين بثقل الأوصاف لابد أن يكونوا قلة، لابد أن يكونوا قلة، بمقابل أصحاب اليمين الذين هم الأبرار، وأما بالنسبة لأصحاب الشمال وهم الذين نضرناهم بالراسبين فهم كثرة، بل أكثر لكثرة التفريط عند الناس، كثرة التفريط عند الناس، كم الساعة؟
طالب:. . . . . . . . .