مما يفرق بينه وبين والواحد بالتاء، قال: سدر هو شجر النبق، شجر النبق {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} [سورة الواقعة: 28]، السدر العادة أن فيه شوك كثير وثمر قليل، شوك كثير، وثمر قليل، هل يمتن بمثل هذا الشجر الذي هذا وصفه، يمتن به في الجنة؟ شجر شوكه كثير مؤذي وثمره قليل، لا يمتن بمثل هذا إلا إذا سلب المضرة وزيد بالمنفعة، ولذا قال في سدر شجر النبق، مخضود لا شوك فيه، مخظود لا شوك فيه، فجعل بدل هذا الشوك زيادة في الثمر، وجاء في وصف السدرة أن: ورقها كأذان الفيلة، ونبقها أو كقلال هجر، يعني: ثمرتها كقلال هجر، يعني: جميع ما في الجنة لا يشبهه ما في الدنيا لا يشبهه ما في الدنيا ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء، فالحبة الواحدة من ثمر الجنة تشبع، وإذا نبقها كقلال هجر، النبقة الواحدة، الثمرة الواحدة مثل القلة الكبيرة التي تصنع في هجر، {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} [سورة الواقعة: 29]،
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} [سورة الواقعة: 29]، منضود بالحمل، والحمل ما يحمله من ثمرة، من أسفله إلى أعلاه يعني: مرصوص بعضه فوق بعض، وهذا كناية عن كثرته، {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} طلح منهم من يقول: هو الموز، هو الموز الفاكهة المعروفة، وفسر بتفاسير كثيرة، لكنا هذا هو الذي اختاره المفسرين، منضود، يعني: مرصوص بالحمل من أسفله إلى أعلاه، يعني: لا يوجد فجوات بين هذه الثمرات {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [سورة الواقعة: 30]، دائم لا ينقطع، ضل ضليل لا نهاية له ولا انقطاع له، فلا يتعرضون لحر الشمس بل هم في الضل الدائم، {وَمَاء مَّسْكُوبٍ} [سورة الواقعة: 31]، جارٍ دائماً يعني: يجري دائماً يجري في أنهار بغير إخدود، {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ} [سورة يونس: 9]، {تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} [سورة التوبة: 100]، من غير أخاديد كما جاء في الخبر.
أنهارها في غيرأخدود جرت ... سبحان ممسكها عن الفيضان