في غير الخمر، الخمر مقطوع بتحريمه بالنصوص في الكتاب والسنة، لكن إذا ترجحت المفسدة فالحكم حينئذٍ التحريم، وما المصلحة وما المنفعة من الخمر التي قال الله عنها وعن الميسر: {وفيهما منافع}، وقالوا: أن المنفعة هي من حيث مزاولة الاتجار بها فيها مكاسب مربحة، ولذلك تسمعون في بعض الأحيان أنه قبض على شخص عنده مصنع، يبيع الخمر، قد لا يشربه هو لكنه يتجر به، هذه منفعة بالنسبة له، لكن هل تقاوم المضرة مضرة الدون؟ لا لا تقاوم مضرة الدون ولذا يقال: {إثمهما أكبر من نفعهما}، وعلى أنه جاء في بعض الأخبار: أن الله -جل وعلا- لما حرم الخمرة سلبها المنافع، سلبها المنافع فهي حينئذ ضرر محض، ضرر محض، وأما الاتجار فيصل بأنواع المحرمات لكن العبرة بالبركة، قد يتجر الإنسان ببيع الخمر، ببيع الدخان، ببيع كذا مثل مهر البغي مثلاً، حلوان الكاهن، كلها من وجوه الكسب المحرم، وتدر على أصحابها الدراهم والدنانير لكن ماذا بعد ذلك، قد يشقى بهذه الدراهم والدنانير التي لا بركة فيها، وإذا نشأ جسده عليها وأنشأ من تحت يده من ذرية ونساء على هذا السحت فإن النار أولى به، - نسأل الله السلامة والعافية- وتساهل الناس بأمور المكاسب، تساهل الناس في أمور المكاسب قد يكون الذي يتجه بالخمر ألين، لكن الذين يتجرون بالدخان، الذين يأكلون الربا، الذين يتعالمون بالمشتبهات، هؤلاء كثرة، ولا شك أن طيب المكسب، وطيب المطعم من أعظم أسباب إجابة الدعاء: ((يا سعد أطيب مطعمك تكون مستجاب الدعوة))، ((وذكر الرجل يطيل السفر، يمد يديه إلى السماء أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب))، كونه يطول السفر هذا مظنة للإجابة، والمسافر له دعوة، وكونه أشعث أغبر هذا أقرب للانكسار القلب، وكونه يمد يديه هذا من أسباب الإجابة، والدعاء بهذا الاسم الكريم يا رب يا رب من مظنة الإجابة، كما قال أهل العلم في تفسير أخر آل عمران أنه من قال: يارب يا رب خمس مرات أجيبت دعوته، لأنهم قالوا: ربنا، ربنا، ربنا ثم فستجاب لهم، إذا اجتمعت هذه الأسباب الدعاء مظنة للإجابة، لكن ما المانع من الإجابة، مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى استبعاد، إني يستجاب له، فعلى الإنسان أن يحرص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015