{فأصحاب الميمنة} [سورة الواقعة: 8] وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم، مبتدأ خبره {ما أصحاب الميمنة} خبره {ما أصحاب الميمنة} والتكرير يعني: تكرير الخبر بلفظ المبتدأ لا شك أنه لتعظيم، لتعظيم شأنه، فإذا كررت المبتدأ أو الخبر بنفس المبتدأ لا شك أن هذا يدل على تعظيم شأنه، وكذا لو كررت جواب الشرط بنفس لفظ فعل الشرط، ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله)) هذه تعظيم شأن الهجرة إلى الله ورسوله، لكن بالمقابل ((من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) ما كلف، لأن الهجرة لدينا أو للمرأة لا يستحق التعظيم، بل هو مستحق للذم، والسياق سياق ذم، قد يقول قائل مثلا: لماذا يذم من انتقل من بلد من إلى بلد من أجل أن يتزوج امرأة، أومن أجل أن يضارب في التجارة هل يذم من فعل ذلك؟ بحث عن زوجة في بلده فلم يجد فنتقل إلى بلد أخر عله أن يجد زوجة يذم وإلا ما يذم؟ هذا ما يذم، ومثله من ضاقت به المسالك في بلده في تجارته ما في عمل في بلده فنتقل إلى بدل أخر ونحن نرى الناس من غير ما. . . . . . . . . ينتقلون من بلد إلى بلد تبعا للوظائف، ولا أحد ينكر عليهم، نعم لمجرد الهجرة لمجرد الزوجة، أو لمجرد الدنيا هذا ما يلام صحابه قد فعل مباحا، لكن من هاجر من أجل الدنيا أو من أجل امرأة يتزوجها، وأظهر للناس، وأظهر للناس، أنه هاجر إلى الله ورسوله هذا الذي يذم، هذا الذي يذم، كما في القصة المعروفة في مهاجر أم قيس، يعني نقول ذلك لو استطردنا قليلا لكن التوضيح بالأمثلة مهم جدا لأن هذا قد يقول قائل الناس كلهم يسافرون من أجل التجارة من أجل الزواج حتى من أهل العلم من يفعل هذا، هل العلماء ينقلون من وظائفهم من مكان إلى مكان أو ينتقلون تبع لوظائفهم ولا أحد يلومهم، نقول: نظير ذلك من دخل قبل آذان المغرب في يوم الاثنين ومعه كيس فيه التمر، وفيه الماء، وفيه القهوة، وفيه أشياء قبل أذان المغرب بنصف ساعة وصلى بسط السماط ووضع التمر والقهوة والفناجيل والماء ومدري أيش والمناديل، وكل من دخل من باب المسجد تفضل يا أبو فلان افطر معنا، فلما أذن قال: بسم الله وأكل من التمر وشرب من القهوة، الرجل ما