القسم الأول: هم السابقون ثم أصحاب اليمين، ثم أصحاب الشمال، أصحاب القسم الأول الذي هم السابقون، هم المقربون والقسم الثاني: هم الأبرار، فالمقربون أعلى درجة من الأبرار، والأبرار لا شك أن العاقبة لهم حميدة ولا إشكال بالنسبة لهم، لكن المقربون أفضل منهم، وهم المعبر عنهم بالسابقين، المقربون لهم أعمال والأبرار لهم أعمال، بالنسبة لأعمال الأبرار وهي دون أعمال المقربين دونها لكنها أعمال توصلهم إلى الجنة، وتنجينهم بإذن الله من النار، وكل ذلك برحمة أرحم الراحمين، يقول أهل العلم: إن حسنات الإبرار سيئات المقربين، حسنات الإبرار سيئات المقربين، ليس معنى هذا أنها سيئات يعاقبون عليها، لكنها أعمال أقل من مستواهم، إذا سلم الإمام واستقبل المأمومين ورأى رجلين يقضيان من الصلاة ما يقضيان، قال: فلان الله يهديه فاتته ركعة أو ركعتين، وقال للثاني: ودخل بعده فاتته ثلاث ركعات، ما شاء الله فلان صلى مع الجماعة، الناس يتفاوتون، الناس منازل بقدر أعمالهم، يعني: إنسان يلام لو فاتته تكبيرة الإحرام، وأخر لو جاء بعد فراغ الناس من الصلاة يقول: ما شاء الله، لأنه هذا معنى قولهم حسنان الأبرار سيئات المقربين، هذا بالنسبة لكونه أدرك ركعة بالنسبة للحسن، لكن الذي فاتته ركعة بالنسبة له سيئة، ولا يعني أن هذا أن هذه سيئة يعاقب عليها لا الميزان واحد، لكن معنى ذلك أن بعض الناس يؤاخذ بما لا يؤاخذ به غيره، وهذا هو شأن الصادقين، وأما شأن من دونه في المنزلة هؤلاء لا يؤاخذون بمثل ما يؤخذ به من تقدمه في المجالات السابقة.
{وكنتم} يعني: القيامة أزواج يعني أصنافا ثلاثة وتقدمة {فأصحاب الميمنة} وهم الذين يأتون كتبهم بأيمانهم، أصحاب الميمنة يؤتى كتابه بيمينه، لكن ماذا عن السابقين؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .