يعني: ثم السلام عليكما، وهنا .. ، أولاً: من الأمور القطعية في عقيدة المسلمين أن القرآن محفوظ مصون من الزيادة والنقصان، فإذا أمكن حمل الكلام على وجه يصح دون القول بالزيادة تعين، والاسم أحياناً يكون غير المسمى، وأحياناً يكون عين المسمى، يعني من ذهب إلى أن الاسم غير المسمى مطلقاً كلامه ليس بصحيح، ومن ذهب إلى أن الاسم عين المسمى مطلقاً كلامه غير صحيح، أحياناً يكون الاسم عين المسمى، وأحياناً يكون الاسم غير المسمى، فإذا قلت: يا محمد، أو يا زيد التفت إليك؟ أنت تريد الذات وإلا تريد الاسم؟ نعم، تريد الذات، فالاسم عين المسمى هنا، الاسم زيد ومحمد عين المسمى؛ لأنك تدعو الذات، وإن تلفظت بالاسم فأنت تدعو الذات، فدل على أن الاسم عين المسمى، لكن لو كتبت زيد في ورقة، ماذا تقول عن هذا الاسم هو عين المسمى وإلا غيره؟ غيره، غير المسمى، ولذلك لو أحرقته يتأثر المسمى وإلا ما يتأثر؟ ما يتأثر، وقل مثل هذا في الصورة، يعني إذا رأيت صورة زيد، وقلت: هذا زيد تقصد الذات المصورة بهذه الصورة، نعم وإذا أحرقت هذه الصورة فالصورة غير المصوَّر.
وعلى كل حال {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(78) سورة الرحمن] يقول: "لفظ اسم زائد" وبحث الاسم والمسمى وهل هو عينه أو غيره؟ مسألة طويلة الذيول عند المتكلمين، وأفاضوا فيها في تفسير البسملة، وأكثروا فيها الكلام، ومرد ذلك إلى ما ذكرنا، يعني من قال: إنه عين المسمى قال: إننا إذا قلنا: يا الله فإنما ندعو الذات المسماة بهذا الاسم، الذات التي تسمت بهذا الاسم، وإذا كتبنا الاسم وأسأنا إليه فإن المسمى لا يتضرر بذلك، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.