{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} [(76) سورة الرحمن] يقول: "رفرف جمع رفرفة" وجمع الرفرف: رفارف، وقرئ بها، قرئ بالجمع، "رفرف: جمع رفرفة أي بسط أو وسائد" ومن خلال تركيب الكلمة يدل على الحركة، أصل المادة يدل على الحركة، وجاء في تفسير النجم يقول: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [(18) سورة النجم] أي العظام أي بعضها، فرأى من عجائب الملكوت رفرفاً أخضر سد أفق السماء، وجبريل له ستمائة جناح، هذه من الآيات الكبرى، وهنا يقول: {عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} والجمع رفرفة أي بسط أو وسائد" ولعل من طبيعة هذه البسط أنها تنتقل بهم من مكان إلى مكان، والموضع الذي هو الجنة يحتمل مثل هذا وأعظم، ففيها ما لا يخطر على قلب بشر.
{وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [(76) سورة الرحمن] "جمع عبقرية أي طنافس" طنافس: جمع طنفسة، وهي أيضاً من أنواع من البسط المزخرفة، والعبقري يقولون: إن هناك وادٍ يسمى وادي عبقر، أكثر من يسكنه الجن، فإذا أرادوا أن يصفوا شيئاً بما يعجب ويتعجب منه قالوا: هذا عبقري، إذا أرادوا أن يوصفوا شيئاً يتعجب من وصفه قالوا: هذا عبقري؛ لأن هذا الوادي فيه من الأمور ما يتعجب منه، ومنهم من يقول: إنه بلد في اليمن تصنع فيه هذه الطنافس وهذه المزخرفات والمزركشات، وعلى كل حال حتى لو قالوا ما قالوا فإن ما في الجنة لا يدانيه ولا يقاربه، وليس في الدنيا مما فيها إلا الأسماء، يعني يوجد الاسم وأما المسمى فمختلف تماماً، يعني الرمانة بقدر الناقة المسرجة، شيء لا يخطر على البال، وهذا أيضاً وصف تقريبي، وصف تقريبي {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [(76) سورة الرحمن] جمع عبقرية أي طنافس.