{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" لا ينقطعان، فوارتان بالماء لا ينقطعان، في عندنا النضح، وفيه أيضاً النضخ، وفي الجنتين الأوليين عينين تجريان، عندنا النضح اللي هو مجرد الرش، نعم يعني انضح فرجك وتوضأ مجرد رش هذا، النضخ أقوى، أقوى، فيه قوة، وفيه فوران للماء، والجري أشد، وهذا من الأوجه التي رجح بها أكثر المفسرين الجنتين الأوليين على الأخريين.
{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" لا ينقطعان، الذين يقولون أهل القول الثاني: إن الجنتين الأخريين أفضل من الجنتين الأوليين أيضاً يستمسكون بهذه الآية، {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" الماء إذا فار بقوة يقف وإلا يجري؟ يجري، الماء قد يجري من غير فوران، قد يجري من غير أن يرتفع فوق ثم ينزل ليجري، وهذا في الماء المحسوس في الدنيا، وأما ما كان في الآخرة مما ذكره الله -جل وعلا- في الجنات فالأمر يختلف، لا نستطيع أن نقيس مثلاً على هاتين العينين النضاختين الفوارتين على النوافير اللي عندنا، لا؛ لأن أصل القياس ما هو بوارد، يعني أنهار تجري ومن غير أخدود تجري، سبحان ممسكها عن الفيضان، بينما إذا زادت مياه الدنيا فاضت على الناس وأتلفتهم وأتلفت زروعهم، مما يرجح به الجنتان الأخريان عند من يقول بذلك أن فيهما عينان نضاختان، فوارتان بقوة، ثم بعد ذلك يحصل الجري تبعاً لذلك، وهناك: عينان تجريان، عينان تجريان، ولا يلزم من ذلك أن تكونا فوارتين، لا ينقطعان {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(67) سورة الرحمن] كما تقدم.