الطوفان، الجراد، القمل، الضفادع، الدم هذه خمس، العصى، واليد، والطمس، والسنين تسع بل {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا} أي: "التسع التي أؤتيها موسى"، {فَأَخَذْنَاهُمْ} الله -جل وعلا- يملي ويمهل لكنه لا يهمل، وإذا أخذ {أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ} يعني ما في مثناوية بقوة، وهذا أمر يسير عليه -جل وعلا-، {فَأَخَذْنَاهُمْ} "بالعذاب" أخذ {عَزِيزٍ} "قوي"، {مُّقْتَدِرٍ} "قادر لا يعجزه شيء"، "قادر لا يعجزه شيء"، يعني إذا نظرنا إلى قدرة البشر مثلاًَ بآلاتهم وبجموعهم وعددهم وعتادهم وجدنا أن هناك شيء من القوة، بل قوة قد تكون مهولة يعني كما حصل من التتار في منتصف القرن السابع، حيث شنوا حروب إبادة للمسلمين وقتل في بغداد وحدها في ثلاثة أيام يعني قيل: "ألف ألف وثمان مئة ألف" -مليون وثمان مئة ألف في ثلاثة أيام- قوة مهولة، وتيمور لما أحاط بدمشق فعل ما فعل نسأل الله العافية آبادها عن بكرة أبيها، محاها من الوجود، ما بقي إلا رسوم يسيرة ونفر يسير لا شأن لهم، والتواريخ ما زالت شاهدة بهذا، وما فعله النصارى بالأندلس قريباً من ذلك، قوى قد ينهار أمامها كثير من الناس لكنها مع ذلك قوى بشريه لا تعدوا أن تكون قوى بشرية، تحت قدرة الباري -جل وعلا- سلط مثل هؤلاء الظلمة على المسلمين بما كسبت أيديهم، يعني لو نظرنا إلى تاريخ المسلمين قبل حروب وغزو التتار، وجدناهم في انصراف عن ما خلقوا له وتشبث بهذه الدنيا، تمسك بها، ولهو وغفلة ومعاصي استحقوا بها هذه العقوبة التي من حكمها التصفية، والرجعة، والعودة إلى الله -جل وعلا- وهكذا حصل.