{اهْبِطُواْ مِصْراً} [(61) سورة البقرة] يقول: وهل أرسل الحاصب على آل لوط أو لا؟ {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} [(34) سورة القمر] هذا الاستثناء هل يدل على أنه أرسل إليهم الحاصب كقوم لوط؟ أو أن الاستثناء إلا آل لوط لم يرسل عليهم؟ أو أرسل عليهم لكن {نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} الذي يظهر أنهم نجوا بسحر قبل الصبح الذي وقت حلول العذاب، ولذا يقول المؤلف: "وهل أرسل الحاصب على آل لوط أو لا؟ قولان" والذي يظهر أنه لم يرسل إليهم، نجاهم الله -جل وعلا- بالسحر قبل أن يحل هذا العذاب على قوم لوط في الصبح، "وعبر عن الاستثناء على الأول بأنه متصل"، يعني أرسل إليهم فالاستثناء متصل المستثنى من جنس المستثنى منه، كلهم أرسل إليهم "وعبر عن الاستثناء عن الأول بأنه متصل وعلى الثاني" على الأول بأنه متصل "وعلى الثاني بأنه منقطع" أنهم لم يرسل إليهم، لأنهم ليسوا من جنسهم، هم من جنسهم على كل حال، هم من الجنس على كل حال من الجنس البشري فهو متصل، اللهم إلا إذا قلنا إن من كذب جنس ومن آمن جنس قلنا استثناء منقطع، "وعلى الثاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحاً"، هو من الجنس يعني باعتبار الجنس البشري، وباعتبار الموافقة والمخالفة من غير الجنس، وعلى كل حال آله الذين أمنوا به نجوا معه {إِلَّا آلَ لُوطٍ} ويدخل لوط في آله دخولاً أولياً، يدخل لوط في آله يعني هل يقال: إنه نجا آله وما يدرى عن مصيره، نجا من باب أولى والشخص يدخل في آله دخولاً أولياً كما في قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [(46) سورة غافر] وهو معه بل هو يقدمهم نسأل الله العافية.