ولذا أهل العلم يقولون: لو أوقف شخص وقفاً وقال: تصرف غلته للعقلاء هل ينظر في الأسواق أيهم أكثر كسباً؟ هؤلاء هم العقلاء، لا ينظر إلى العباد هؤلاء هم العقلاء الذين سعوا فيما يخلصهم من عذاب الله -جل وعلا-، الذين حققوا ما خلقوا من أجله، هؤلاء هم العقلاء حقيقة، أما من عداهم فكل بحسبه على حسب ما يسيطر عليه {إنا إذا} "إن اتبعناه" {لفي ضلال} "ذاهب عن الصواب" {وسعر} "جنون".

{أؤلقي الذكر عليه} [(25) سورة القمر] أؤلقي يقول: "بتحقيق الهمزتين، أؤلقي بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية" أؤلقي، كيف تنطق أؤلقي، إيه بتسهيل الثانية "وإدخال ألف بينهما" بين الهمزتين أاؤلقي "على الوجهين" يعني على التحقيق والتسهيل "وتركه" فتكون القراءات أربعاً، {الذكر} "الوحي"، {عليه من بيننا} يعني كيف وقع الاختيار على هذا الشخص من بين المجموعة؟ إذا لم يوح إليه قال: "لم يوحَ إليه" {بل هو كذاب} "في قوله أنه أوحي إليه ما ذكر" يعني ما في ما يميزه من بين جماعته بحيث يوحي إليه، إذا "لم يوح إليه" {بل هو كذاب} "في قوله أنه أوحي إليه ما ذكر" {أشر} "متكبر بطر"، {بل هو كذاب أشر} يعني إذا كان يدعي ما لا دليل عليه حينئذ يكون كذاباً يعني كما نقول: لو قام واحد وقال: هو عيسى بن مريم مثلاً ماذا نقول له؟: كذاب، لو قام أخر وقال: أنا هارون الرشيد نقول: كذاب، لو قال: أنا ويدعي صفة نجزم بكذبه يكذب، لكن هل عندهم من الأدلة ما يجزمون بكذبه؟ ليس عندهم من الأدلة ما يدلهم على كذبه بل عندهم ما يدل على صدقه؛ لأن الأنبياء إنما هم خيار قومهم، خيار قومهم فهو أولاهم بهذه المهمة.

{بل هو كذاب} في قوله: إنه أوحي إليه، {أشر} "بطر متكبر" يعني يدعي وصفا يتميز به عن غيره هذه صفة المتكبر، لو ادعى شخص وصف قال: إنه يحمل ثلاث مائة كيلو مثلاً ادعى هذا الوصف، ما الذي دعاه إلى هذه الدعوى؟ ما يدعوه إلا إرادة التميز على غيره والتكبر والأشر عليهم، وإلا فالمتواضع لو كانت حقيقته كذلك ما يقول هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015