النجم] أجنة: "جمع جنين" جمع جنين سمي بذلك لاجتنانه واستتاره في بطن أمه، ومن ذلك الجنة مستورة عن الأنظار الآن، وهي أيضاً تجن من دخلها تخفيه وتستره، والجن مستترون عن أعين الناس، إذ أنتم أجنة والمجن الذي يلبسه المحارب لأنه يستره، {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ} [(32) سورة النجم] "جمع جنين" {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} الله -جل وعلا- ما يحتاج أن تقول: فعلت، وفعلت وفعلت، هل تظن أنك فعلت شيئاً يبي يفوت عليك؟ ما يكتب في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [(18) سورة ق] يعني كأنه بهذا يذكر الله -جل وعلا- يقول: صمنا صلينا، فإما أن يكون هذا أو يكون يقصد به الرياء عند من يسمعهم هذا الكلام، لا تزكي نفسك، الله -جل وعلا- الذي يعلم بك، إذ أنشأك من الأرض، أنشأ أصلك من التراب، {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [(32) سورة النجم] في البطون يعلم بك فكيف لا يعلم عملك الظاهر؟ {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ} [(16) سورة الحجرات] وبهذا رد على من يجهر بالنية؛ لأن الله -جل وعلا- أعلم بك وأنت في بطن أمك، فكيف لا يعلم بصلاتك التي تؤديها بين يديه -جل وعلا-؟!