يعني لو كان النبي لما أرسل -عليه الصلاة والسلام- فرض على من يدخل في هذا الدين مبلغاً، لقال كثير من الناس ما دام يأخذ علينا هذا المبلغ لا أدخل في الدين؛ لأنه يثقلنا هذ المبلغ " {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} على ما جئتهم به من الدين"، يعني لو فرض على كل واحد ألفاً لقال كثير منهم أنا والله ما عندي ألف {فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}، من هذا الغرم الذي ألزمتهم به مثقلون، يعني لا يستطيعون أن ينووا به ويحملوه، يعني لو تصورنا المسألة في جامعة أهلية فرضت على كل طالب أربعين ألفاً، هل يتصور أن الناس بيدخلون في هذا الجامعة؟ نعم قد يدخلها بعض الناس؛ لأن عنده هذا المبلغ ويترقب الفائدة أعظم، يدخل لكن كثير من الناس يقول: والله يا أخي، ما نستطيع أن ندخل {مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} ما نقدر، ما نتحمل، فهل طلب النبي -عليه الصلاة والسلام- ممن يتبعه على دينه مبلغاً قليلاً أو كثيراً؟ أبداً.

{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} يعني من مغرم، من الغرم الذي تطلبه منهم {مُّثْقَلُونَ} فلا يسلمون"؛ لأنه يثقلهم ولا يستطيعونه.

{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ} [(41) سورة الطور] أي علمه"، أي علم الغيب " {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ذلك، يكتبون ذلك الغيب حتى يمكنهم منازعة النبي -عليه الصلاة والسلام- في البعث، وأمور الآخرة بزعمهم".

الرسول -عليه الصلاة والسلام- أخبر عما سيكون في أخر الزمان، وأخبر عما يكون في البرزخ، وأخبر عما يكون بعد البعث، وكل هذا غيب لا يمكن أن يطلع عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- بنفسه، وإنما أطلعه الله عليه {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [(65) سورة النمل] هؤلاء إذا كان عندهم علم غيب يأتوا ماذا يكون غداً؟ والله ما يدورن، ما الذي يكون بعد سنة؟ والله ما يدرون، ما الذي يكون بعد مائة سنة؟ ما يدرون، ما الذي يكون بعد موت الإنسان؟ ما يدرون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015