يقول هذا: ما المقصود بقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((روضة من رياض الجنة))، أهي من الجنة لمن قعد فيها كأنه قعد في الجنة، أم التعبد فيها سبب للجنة، وقد سمعت من يقول: بإنها من الجنة حقيقة، فكيف يكون من الجنة حقيقة وهو فيها يحس الإنسان بالجوع والظمأ، وقد قال الله -جل وعلا-: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} [(118) سورة طه]؟

هذا خبر صحيح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- هي روضة من رياض الجنة، والتعبد فيها سبب موصل إلى الجنة، لكن على ما ذكرنا أنه إذا ترتب على ذلك مفسدة فلا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والإنسان إذا راع مثل هذه الأمور يعطاه ما يعطاه العامل بل أكثر.

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [(124) سورة طه] كيف نفرق بين الظنك والبلاء، فنجد بعض الناس صلته مع ربه ضعيفة، ولكن نجده بعيد عن الضنك؟

تجده في الظاهر بعيداً عن الضنك، تجده في الظاهر بعيد عن الضنك، لكنه في حقيقة الأمر {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [(125) سورة الأنعام] تجد صدره ضيقاً حرجاً يعني إن أنس بك أثناء وجودك معه، وتبادلتم أطراف الحدث ووجدته يضحك، لكن الضنك ملازم له، أما بعيد عن الضنك فهذا ليس بصحيح.

ما أفضل طبعة تنصحون بها لتفسير الجلالين؟

ذكرت أن الشيخ أحمد شاكر قبل خمسين سنة طبع الكتاب للمعاهد العلمية في جزأين، في مجلدين، في مطبعة المعارف على نفقة الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية، وطبع لهم كتب أخرى لكن تفسير الجلالين طبعته جيدة.

يقول: ما القول الصحيح في قول بعض أهل العلم: إن الآيات القرآنية فيها التوقف دون أن نسأل، ونقول ما الحكمة من قول الله تعالى كذا وكذا، فهل هذا القول صحيح؟

على كل حال الله -جل وعلا- حكيم ولا يأمر إلا لحكمة، ولا ينهى إلا لحكمة، ولا يفعل إلا لحكمة، فالحكمة مقترنة بأفعاله -جل وعلا-، وإذا عرفناها فلا شك أن هذا أمر طيب والبحث عنها جيد؛ لأنها من وسائل التثبت، وإذا لم نستطع الوقوف عليها فعلينا أن نرضى، ونسلم، ونأتمر، وننتهي حسب ما طلب منا ولو لم نقف على الحكمة، وعلى المسلم أن ينقاد، ويقول: سمعنا وأطعنا كما قال أهل العلم: قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، يكفي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015