على كل حال الآن نحن بين يدي كتاب الله -جل وعلا-، بين أيدينا كتاب الله -جل وعلا-، وقدروا المبتدأ: نحن من أجل تمشية وتمرير القاعدة.
{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} [(1) سورة الإنشقاق] {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ} [(1) سورة الإنفطار] نقول: لا بد أن نقدر: إذا انفطرت السماء انفطرت، فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور إذا انفطرت السماء انفطرت، إذا انشقت السماء انشقت وهكذا من أجل إيش؟ تمرير القواعد، لكن ما المانع أن تبنى القواعد على كتاب الله -جل وعلا-، ويكون هذا جائز بل أولى من الاستشهاد بكلام العرب؛ لأنه كلام الله -جل وعلا-.
فلهذا نعرف قولهم، معنى قوله: "حال بتقدير نحن" (ما) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ} [(16) سورة ق] (ما) هذه مصدرية، ونحن نعلم وسوستهم، أو وسوسة نفوسهم، فتكون (ما) مصدرية، ويجوز أن تكون موصولة، ولقد خلقنا الإنسان ونعلم الذي توسوس به نفسه، توسوس: تحدث، والوسوسة: هي تكرار الحديث في النفس وترديده فيه، وحديث النفس يقول: توسوس تحدث حديث النفس معفو عنه ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها)) أو نفوسهم، على الخلاف في النفس هل هي منصوبة وإلا مرفوعة؟ ((ما لم يتكلم أو يعمل)) يعني ما لم يرتب على حديث النفس كلام؛ لأن هذا يؤاخذ به، أو يعمل، فهو مؤاخذ بعمله، وأما مجرد حديث النفس فليس فيه مؤاخذة، وهو المرتبة الثالثة من مراتب القصد الخمس.
مراتب القصد خمس: هاجس ذكروا ... فخاطر فحديث النفس فاستمعا
يليه هم فعزم كلها رفعت ... إلا الأخير ففيه الأخذ قد وقعا