دراسة علم التفسير لا شك أن التفاسير كثيرة جداً، وفيها المطولات التي تنقطع دونها الأعناق، وإذا كان تفسير البيضاوي عليه ما يقرب من مائة وعشرين حاشية، فكيف يتسع العمر لما هو أهم من البيضاوي فضلاً عن هذه الحواشي؟

طالب العلم في بادئ الأمر عليه أن يقرأ القرآن مثل ما ذكرنا، على الوجه المأمور به، ويكون معه ورقة وقلم يدون فيه الألفاظ التي يعجز عن فهمها، وكذلك الجمل والتراكيب التي فيها إشكال من وجهة نظره، ثم يراجع عليها كتب الغريب، ومن أخصر ما كتب في الغريب وأنفعه كتاب: (غريب القرآن) للسجستاني (نزهة القلوب) مطبوع مفرد، ومطبوع على هامش المصحف، ويراجع أيضاً المختصرات، التفاسير الموثوقة مثل تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، أو الشيخ فيصل بن مبارك، هذه كتب مباركة ونافعة وموثوقة، ثم بعد ذلك يقرأ عاد في التفاسير، هذه مختصرة يجردها كاملة، ثم يرتقي إلى التي فوقها من تفسير ابن كثير ونحوه، ثم بعد ذلك يقرأ في المطولات، وهناك شريط اسمه: (المنهجية في قراءة الكتب في المتون والمطولات والشروح والحواشي) يرجع إليه من أراده.

يقول: أنا عندي همة في حفظ كتاب مختصر لمعاني كلمات القرآن فما هو الكتاب المناسب؟

الكتاب مثل ما ذكرنا أن كتاب السجستاني مناسب جداً.

يقول: ما رأيك في تفسير (في ظلال القرآن) وتفسير الصابوني؟

تفسير (في ظلال القرآن) أولاً: ليس بتفسير على طريقة أهل العلم بالمأثور عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعن الصحابة وعن التابعين هو تفسير أشبه ما يكون بكتب الأدب، والمؤلف أديب، ولذا حصل منه المخالفات، ووجد فيه بعض ما يستنكر، فهو يقرأ مثل ما يقرأ غيره من الكتب الأدبية المرتبطة بالقرآن، يبين جمال الأسلوب، وهو أشبه ما يكون بالتفسير البياني، مثل: التفسير البياني للقرآن لعائشة بنت الشاطئ، ومثل: إعجاز القرآن للرماني ونحوه، هذه الكتب يعني كتب ثانوية جانبية، ليست هي الأصول التي يعول عليها، ومع ذلك لو أن طالب العلم ما نظر فيها ما فقد شيء، ما يفقد شيء حينما لا ينظر فيها، الجادة معروفة عند أهل العلم، والتدرج في قراءة هذا العلم كغيره من العلوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015