{بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ} [(2) سورة ق] أي: "رسول من أنفسهم لا من غيرهم يخوفهم بالنار بعد البعث" {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا} [(2) سورة ق] يعني هذا الإرسال، أو هذا الإنذار كما يقول المؤلف {شَيْءٌ عَجِيبٌ} وبيان عجبه هذا الإنذار بالبعث يقول: {شَيْءٌ عَجِيبٌ} لماذا صار عجيباً؟ الموت هل ينكره أحد؟ هل يوجد من ينكر الموت؟ ما يوجد، لماذا؟ لأنه محسوس كل يراه، الأب بين أولاده وبين أفراد أسرته اليوم وغداً في المقبرة، والولد كذلك والأم كذلك، ما في أحد ينكر الموت إلا من في عقله شيء، نعم هناك من يقول بالتناسخ، يقول: لو مات رجع ثانية، أو حلت روحه في كذا ما انتهت، ما انقطع، لكن هذا هلوسة، المقصود أنهم لا ينكرون الموت، إنما يتعجبون من الإحياء بعد الموت، يعني ما عرف بينهم أن واحد مات ودفن ثم رجع إليهم، فهم يستبعدون البعث من هذه الحيثية، فتعجبوا {أَئِذَا مِتْنَا} [(3) سورة ق] قالوا: {هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [(2) سورة ق] بيان ذلك قولهم: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا} [(3) سورة ق] نبعث ونرجع؟ {هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [(2) سورة ق] عندهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015