البسملة يختلف أهل العلم في كونها آية من السورة يعني من جميع السور، أو آية من الفاتحة فقط؟ أو آية واحدة في القرآن كله نزلت للفصل بين السور، بعد إجماعهم على أنها بعض آية في سورة النمل في أثنائها هذا محل إجماع, وعلى أنها ليست بآية في أول براءة، والخلاف فيما عدا ذلك، هل هي آية من الفاتحة؟ من أهل العلم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويوجبون قراءتها في الصلاة، ويجهرون بها فيما تجهر فيه الفاتحة، والمرجح أنها ليست بآية من أي سورة من السور إلا أنها نزلت آية واحدة نزلت للفصل بين السور، وحديث: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)) صريح في أن البسملة ليست من الفاتحة، يعني ((فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، ثم إذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)) ثم ذكر الآيات الثلاث بعدها، فهي سبع آيات، وهذا الموضوع ذكرناه في تفسير الفاتحة وأطلنا فيه وذكرنا الأقوال في عدد آي الفاتحة، وعامة أهل العلم على أنها سبع، وإن قال بعضهم: إنها ثمان، وشذ بعضهم فقال: ست، لكن ليس هذا محل البسط.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا نحتاج إلى إعادة تفسير البسملة أو إعراب البسملة هذا نكتفي بما ذكرناه في تفسير الفاتحة.
يقول -رحمه الله تعالى- في قوله -جل وعلا-: {ق .. } [(1) سورة ق] يقول: "الله أعلم بمراده به" الله أعلم بمراده به، وسلك المفسران الجلالان في تفسيرهما هذا المختصر هذه الجملة: "الله أعلم بمراده به" في جميع السور المفتتحة بالحروف المقطعة، فخرجوا من خلاف طويل بسطه أهل العلم في المطولات، فنأتي إلى (ق) (ق) يقول المؤلف: "الله أعلم بمراده به".