فأول الآية وآخرها يرده.
وأيضًا؛ فإنَّ من المعلوم أنه يستحيل أن يبايعوه نفسه بأن يضعوا أيديهم في يده - سبحانه وتعالى - , لكنهم بمبايعتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بايعوا الله - سبحانه وتعالى - , مثل: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " [التوبة: 111] , هذه الآية تشبه " من يطع الرسول فقد أطاع الله " [النساء: 80].
أما قوله تعالى: " يد الله فوق أيديهم " فهذه المسألة فيها بحث , والحقيقة أن هذا التوجيه الذي ذكره الشيخ - رحمه الله - ليس بظاهر، إذ ليس لهم فيه خصوصية , فيد الله فوق أيديهم وأيدي الناس كلهم، فلا يفيد معنى يشعر بعظمة هذه البيعة.
قال ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (?): (ثم ذكر سبحانه بيعتهم لرسوله، وأكدها بكونها لله سبحانه " من يطع الرسول فقد أطاع الله " [النساء: 80] , من بايع الرسول فقد بايع الله، وأن يده تعالى كانت فوق أيديهم إذ كانت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك وهو رسوله ونبيه، فالعقد معه عقد مع مرسله، وبيعته بيعته؛ فمن بايعه فكأنما بايع الله، ويد الله فوق يده).
وكأنه يريد أن يجعل هذا من جنس ما جاء في الأثر: " فمن استلمه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه " (?)، فقوله: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " [الفتح: 10] يعني: كأن يد الرسول الذي