3 - وآخرون يؤمنون بوجود الله، ويؤمنون بربوبية الله وبصفاته في الجملة , ولكنهم يعبدون معه غيره؛ وهذا هو الغالب على الأمم , فيكون انحرافهم في توحيد العبادة حيث جعلوا مع الله آلهة أخرى.
4 - والرسل وأتباعهم بريئون من كل هذه المذاهب الباطلة، فيؤمنون بالله إيمانًا تامًا، ويوحدونه في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، ويخلصون له العبادة، ويكفرون بكل ما يُعبد من دونه.
فبهذا التقسيم يمكن معرفة واقع الأمم وأحوالها , بتحديد ما أقروا به وما أنكروه , وتحديد ما معهم من حق وباطل.
وزعم بعض المتعصبين أن تقسيم التوحيد إلى هذا التقسيم بدعة وأن هذا من اختراع ابن تيمية (?) , ولكن هذا الزعم من أقوال أهل الأهواء:
1 - لأن هذا التقسيم مستمد من الكتاب والسنة ومن واقع الناس؛ فالنصوص دلت على أنه سبحانه هو الإله الحق وأنه رب كل شيء , وأنه الموصوف بكل صفات الكمال , وأنه لا شبيه ولا شريك له.
2 - ثم إن الفقهاء قسموا أفعال العبادات إلى أركان وواجبات وسنن مع أن هذا غير موجود لا في النصوص ولا في كلام السلف (?) , لكنها تقسيمات صحيحة مستمدة من معان النصوص ودلالاتها؛ فالأركان واجبات لكن اصطلح الفقهاء على أن الركن هو واجب لكن يختلف عما سموه واجبًا من جهة الحكم , فأركان العبادة وجوبها آكد مما يقال فيه إنه من قبيل الواجبات، ولهذا قالوا: إن الركن يلزم من تركه بطلان العبادة بخلاف الواجبات فإنها تنجبر؛ فمثلًا: الواجبات في