مؤلفه: أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204-261هـ) .
تأليف الصحيح: شرع الإمام المسلم في تصنيف (الصحيح) إجابة لسؤال سائل طلب منه ذلك، فانتخبه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، ودام تصنيفه (15) عاماً قال مسلم: صنفت هنا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وقد عني به أشد العناية، واجتهد في انتخابه على أكمل الوجوه، حيث قال (ما وضعت في هذا المسند شيئاً إلا بحجة، ولا أسقطت شيئاً منه إلا بحجة) .
موضوعه: لا يشتمل صحيح مسلم بعد مقدمته إلا على الحديث الصحيح المسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتمل على جميع أبواب الدين كصحيح البخاري.
ترتيب الكتاب وتبويبه:
رتب الإمام مسلم صحيحه أحسن ترتيب، فهو يجمع ما يتعلق بالباب في موضع واحد بأسانيده التي يرتضيها، لكنه مع ذلك لم يكتب تراجم أبوابه، وقد قام شراح الصحيح والمعتنون به، كالإمام النووي وغيره بكتابة تراجم لتلك الأبواب.
هل استوعب مسلم الصحيح؟
لم يستوعب مسلم كل الأحاديث الصحيحة في جامعه، فقد روي عنه أنه قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا، إنما وضعت ما أجمعوا عليه.
مكانة صحيح مسلم:
صحيح مسلم معدود عند جمهور المسلمين في المرتبة الثانية بعد (صحيح البخاري) ، وهو مع صحيح البخاري يمثلان مع القرآن أصول دين الإسلام وأكثر شرائعه وأحكامه وأموره وأيامه، قال الإمام النووي: (ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله، واطلع على ما أودعه في أسانيده وترتيبه، وحسن سياقته وبديع طريقته، من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية، وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها، علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره، وقل من يدانيه أو يساويه من أهل وقته ودهره.