إن المعول عليه في القرآن الكريم إنما هو التلقي والأخذ ثقة عن ثقة وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والصحابة رضوان الله عليهم قد اختلف أخذهم عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم، ثم تفرقوا في البلاد وهم على هذا الحال، فاختلف بسبب ذلك أخذ التابعين عنهم وأخذ تابع التابعين عن التابعين.
وفي عهد التابعين على رأس المائة الأولى، بدأت عناية المسلمين بضبط القراءة حيث دعت الحاجة إلى ذلك، وجعلوها علماً كما فعلوا بعلوم الشريعة الأخرى، وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم، حتى وصل الأمر على هذا النحو إلى الأئمة القراء المشهورين، وقراءة أحدهم كقراءة الباقين تماماً، فالكل قرآن من عند الله تعالى.