العملية يقصد بها ما يقابل النظرية، ويراد بها الصلاحية للتطبيق في كل زمان ومكان. فقد جاءت الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كل عصر وفي كل مصر، ولم تكن نظرية مجردة يتعذر تطبيقها في واقع الحياة.
وخصيصة العملية هي ثمرة للخصائص كلها، ومن أهم مظاهرها أن الشريعة الإسلامية تجمع بين مزايا الواقعية والمثالية، فهي تُصلح الواقع وتدفعه إلى المثالية المقدورة له، وتقبل منه ما ينسجم مع مبادئها وقيمها.
ومن مظاهر خصيصة العملية كذلك أن الشريعة الإسلامية تجمع بين الثبات والمرونة، فالأصول ثابتة لا يمكن تغييرها مهما تبدل الزمان والمكان، ولذلك جاءت نصوصها قطعية، ومقابل ذلك هناك أمور وأحكام فرعية متغيرة مرنة، حيث جاءت نصوصها ظنية تختلف فيها أنظار المجتهدين، وذلك لتتناسب مع المتغيرات من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان.