من أبرز جوانب عظمته رضي الله عنه سخاؤه العظيم في سبيل الدعوة، وإنفاقه عليها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم) .
ثم رفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم ارض عن عثمان فإني راض عنه) ، وذلك أنه أنفق على تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك عشرة آلاف دينار، وثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وخمسين فرساً، وجهز ثلاثمائة من فقهاء الصحابة ليكونوا في الجيش.
ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بئر رومة فله الجنة، اشتراها عثمان ثم تصدق بها على المساكين. وفي عام الرمادة في عهد عمر حيث أكل الناس الشجر والدواب من المجاعة، تصدق بألف بعير عليها المؤونة والطعام.
ولقد كان عثمان رضي الله عنه يطعم الناس طعام الإمارة ويأكل الخل والزيت.
رحم الله عثمان على بلائه في الإسلام، وسخائه في الإنفاق على الدعوة، وصبره عند المحنة، ورضي الله عنه وأرضاه.