عظمته:

تبرز عظمته رضي الله عنه في جوانب شتى، سواء قبل الخلافة أو بعدها، وتلمح ذلك في معاني كثيرة:

1. الدفاع عن العقيدة:

فقد كان عمر شديد الوطأة على المسلمين حين كان يعتقد بطلان دينهم، حتى إذا أسلم أصبحت شدته على المشركين.

2. شدته في الحق:

لم يكن رضي الله عنه يرى في سلوك طريق الحق هوادة ولا ليناً، ولا يرى أن يجامل في سبيله صديقاً ولا قريباً، وكان رأيه في أسرى بدر أن تقطع رقابهم وهم أشراف قريش وزعماؤها، لما كان يرى في ذلك من إرهاب الشرك وأهله، وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دعني أضرب عنق هذا المنافق.

3. خضوعه للقيادة:

فمع ما كان عليه من الشدة فيما يعتقد أنه حق، فلقد كان شديد الخضوع للقيادة حين تحزم أمرها، كما حدث يوم صلح الحديبية وفي حرب المرتدين، وقد جادل أبا بكر في ذلك فما كان منه إلا أن أطاع ولبى

4. الرحمة بالشعب:

مع هذه الشدة في الحق، كانت له رحمة بالشعب من ضعفاء وفقراء، وعطف على الرعية قل أن نجد له مثيلاً في التاريخ، ولعل أروع مآثر عمر في ذلك موقفه عام الرمادة، إذ أصاب الناس قحط عظيم دام تسعة أشهر، وكانت سنة أصاب عمر من همها وبلائها وحزنها ما نحل معه جسمه واسودّ لونه، وكان يؤتى إليه من الأمصار بقوافل الطحين والسمن واللحوم، فيفرقها على المسلمين ولا يأكل منها شيئاً، وإنما كان يأكل الزيت والخبز الأسود.

5. يقظته في إدارة الدولة:

فقد كان شديد المراقبة لعماله، دقيق الاختيار لولاة الأمصار، وكانت الكفاءة عنده هي أساس تولية العمل، وكان يقول: أريد رجلاً، إذا كان في القوم وليس أميرهم، كان كأنه أميرهم، وإذا كان أميرهم، كان كأنه رجل منهم.

وكان يعقد في كل سنة مؤتمراً لعماله في موسم الحج، ليسألهم عن أحوال البلاد وشؤونها وسير الإدارة فيها، وكان له مفتشون ينزلون الأمصار على غير علم من ولاتها، فيستقصون سيرة الولاة وأحوالهم من أفواه الشعب ويرونه بأعينهم، وبذلك استقام الأمر في عهده رضي الله عنه.

6. عبقريته في تطبيق الشريعة:

فقد كان فقهياً في دين الله، مدركاً لأسرار التشريع، جاد الذهن في استنباط معاني التنزيل وأحكامه، أوقف العمل بسهم المؤلفة قلوبهم لعدم وجودهم، وقال كان الإسلام في أول أمره ضعيفاً وأما الآن فقد أعز الله الإسلام، وأسقط حد السرقة عام المجاعة لشبهة الجوع الحاملة على ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015