أخفى الله تعالى عن الناس موعد الساعة (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) (الأعراف:187) . ولكن أخبرنا الله تعالى وأخبر رسوله كذلك عن بعض الأمارات التي تسبق الساعة، وتنقسم تلك العلامات إلى قسمين أساسين:
الأمارات الصغرى: وهي التي تتحدث عن فساد الناس آخر الزمان، وظهور الفتن فيهم، ومنها:
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: قال عليه الصلاة والسلام: (بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى) (رواه البخاري ومسلم) ، فليس بينه وبين الساعة نبي آخر، وهذا دليل قربها.
أن تلد الأمة ربتها: ففي حديث جبريل أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمارات الساعة، فقال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان) .
قال ابن حجر: يكثر عقوق الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب والضرب.
يرفع العلم ويظهر الجهل: عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد) .
ضياع الأمانة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) ، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) (رواه البخاري) .
قتال اليهود: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) (رواه الشيخان) .
الأمارات الكبرى:
طلوع الشمس من المغرب: وهي أول العلامات الكبرى ظهورا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا) (رواه مسلم وأبو داود) .
خروج الدابة: وهي المشار إليها في قوله تعالى: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) (النمل:82) .
خروج الدجال: ومن أمارات الساعة خروج الدجال الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يبتلي الله به الناس، فيظهر على يديه بعض الخوارق، والعجائب فيفتن به بعض الناس، ويثبت الله المؤمنين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله تعالى بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: إنه أعور وإن الله ليس بأعور) (رواه البخاري ومسلم) .
نزول عيسى ابن مريم: أجمعت الأمة ودلت السنة على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان، روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها) (متفق عليه) .
ظهور يأجوج ومأجوج: وهي أمة مفسدة تظهر في أواخر عمر الدنيا، تعيث في الأرض فسادا، قال الله تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق) (الأنبياء:96-97) .
الدخان وثلاثة خسوف ونار تخرج من اليمن: عن حذيفة بن أسيد قال: اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر، فقال: (ما تذاكرون؟) قالوا: نذكر الساعة، قال: (إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. قال تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس) (الدخان:10) .