وَقَالَ أَبُو بكر السباك لما خلق الله الْعقل قَالَ لَهُ من أَنا فَسكت فكحله بِنور الوحدانية فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت
فَلم يكن لِلْعَقْلِ ان يعرف الله إِلَّا بِاللَّه
الْبَاب الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
ثمَّ اخْتلفُوا فِي الْمعرفَة نَفسهَا مَا هِيَ وَالْفرق بَينهَا وَبَين الْعلم
فَقَالَ الْجُنَيْد الْمعرفَة وجود جهلك عِنْد قيام علمه
قيل لَهُ زِدْنَا قَالَ هُوَ الْعَارِف وَهُوَ الْمَعْرُوف
مَعْنَاهُ أَنَّك جَاهِل بِهِ من حَيْثُ أَنْت وَإِنَّمَا عَرفته من حَيْثُ هُوَ
وَهُوَ كَمَا قَالَ سهل الْمعرفَة هِيَ الْمعرفَة بِالْجَهْلِ
وَقَالَ سهل الْعلم يثبت بالمعرفة وَالْعقل يثبت بِالْعلمِ وَأما الْمعرفَة فَأَنَّهَا تثبت بذاتها
مَعْنَاهُ أَن الله تَعَالَى إِذا عرف عبدا نَفسه فَعرف الله تَعَالَى بتعرفه إِلَيْهِ أحدث لَهُ بعد ذَلِك علما فَأدْرك الْعلم بالمعرفة وَقَامَ الْعقل فِيهِ بِالْعلمِ الَّذِي احدثه فِيهِ
وَقَالَ غَيره تبين الْأَشْيَاء على الظَّاهِر علم وتبينها على استكشاف بواطنها معرفَة
وَقَالَ غَيره اباح الْعلم للعامة وَخص أولياءه بالمعرفة
وَقَالَ ابو بكر الْوراق الْمعرفَة معرفَة الْأَشْيَاء بصورها وسماتها وَالْعلم علم الْأَشْيَاء بحقائقها