وَقَالَ الله تَعَالَى {رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله}
ثمَّ لصفاء أسرارهم تصدق فراستهم قَالَ أَبُو امامة الْبَاهِلِيّ رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله وَقَالَ أَبُو بكر الصّديق رضى الله عَنهُ ألْقى فِي روعى أَن ذَا بطن بنت خَارِجَة فَكَانَ كَمَا قَالَ وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
إِن الْحق لينطق على لِسَان عمر وَقَالَ أويس الْقَرنِي لهرم بن حَيَّان حِين سلم عَلَيْهِ وَعَلَيْك السَّلَام يَا هرم بن حَيَّان وَلم يكن رَآهُ قبل ذَلِك ثمَّ قَالَ لَهُ عرف روحي روحك وَقَالَ ابو عبد الله الْأَنْطَاكِي اذا حالستم أهل الصدْق فجالسوهم بِالصّدقِ فَإِنَّهُم جواسيس الْقُلُوب يدْخلُونَ فِي أسراركم وَيخرجُونَ من هممكم
ثمَّ من كَانَ بِهَذِهِ الصّفة من صفوة سره وطهارة قلبه وَنور صَدره فَهُوَ فِي الصَّفّ الأول لِأَن هَذِه أوصفاف السَّابِقين قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يدْخل من أمتِي الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب ثمَّ وَصفهم وَقَالَ
الَّذين لَا يرقون وَلَا يسْتَرقونَ وَلَا يكوون وَلَا يَكْتَوُونَ وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ
فلصفاء أسرارهم وَشرح صُدُورهمْ وضياء قُلُوبهم صحت معارفهم بِاللَّه فَلم يرجِعوا إِلَى الْأَسْبَاب ثِقَة بِاللَّه عز وَجل وتوكلا عَلَيْهِ ورضا بِقَضَائِهِ
فقد اجْتمعت هَذِه الْأَوْصَاف كلهَا ومعاني هَذِه الْأَسْمَاء كلهَا فِي أسامى الْقَوْم وألقابهم وَصحت هَذِه الْعبارَات وَقربت هَذِه المآخذ
وَإِن كَانَت هَذِه الْأَلْفَاظ متغيرة فِي الظَّاهِر فَإِن الْمعَانِي متفقة لِأَنَّهَا إِن أخذت من الصفاء والصفوة كَانَت صفوية
وَإِن أضيفت إِلَى الصَّفّ أَو الصّفة كَانَت صَفِيَّة أَو صَفِيَّة وَيجوز أَن يكون