وَعَلِيهِ قِطْعَة من لحم خِنْزِير فَقَالَ لي كل قلت لَا آكل هَذَا لحم خِنْزِير قَالَ كل قلت لَا آكل هَذَا لحم خِنْزِير قَالَ كل قلت لَا آكل هَذَا لحم خِنْزِير هَذَا حرَام قَالَ لتأكلنه فأبيت عَلَيْهِ ففك لحي ووضعها فِي فمي فَجعلت ألوكها وَهُوَ قَائِم بَين يَدي فَجعلت أَخَاف أَن القيها وأكره أَن أسترطها فَاسْتَيْقَظت على تِلْكَ الْحَال فوَاللَّه لقد لَبِثت ثَلَاثِينَ يَوْمًا ثَلَاثِينَ لَيْلَة مَا يَنْفَعنِي طَعَام أطْعمهُ وَلَا شراب أشربه إِلَّا وجدت طعمها فِي فمي وريحها فِي منخري
الْبَاب الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ
لطائف الْحق بهم فِي غيرته عَلَيْهِم
دخل جمَاعَة على رَابِعَة يعودونها من شكوى فَقَالُوا مَا حالك
قَالَت وَالله مَا أعرف لعلتي سَببا غير أَنِّي عرضت على الْجنَّة فملت بقلبي إِلَيْهَا فأحسب أَن مولَايَ غَار عَليّ فعاتبني فَلهُ العتبى
قَالَ الْجُنَيْد دخلت على سري السَّقطِي فَرَأَيْت عِنْده خزف كوز مكسور فَقلت مَا هَذَا
قَالَ جَاءَتْنِي الصبية البارحة بكوز فِيهِ مَاء فَقَالَت لي يَا أَبَت هَذَا الْكوز مُعَلّق هَهُنَا فَإِذا برد فأشربه فَإِنَّهَا لَيْلَة غمَّة فغلبتني عَيْني فَرَأَيْت جَارِيَة من أحسن الْجَوَارِي دخلت عَليّ فَقلت لمن أَنْت قَالَت لمن لَا يشرب المَاء الْمبرد فِي الكيزان وَضربت بِيَدِهَا إِلَى الْكوز فانكسر وَهُوَ الَّذِي ترى فَمَا زَالَ الخزف مَكَانَهُ لم يحركه حَتَّى ستره الْغُبَار
قَالَ المزين أَقمت فِي بعض الْمنَازل بالبادية سَبْعَة أَيَّام لم أطْعم شَيْئا فأضافني