وحدي على التَّجْرِيد فَلَمَّا بلغت العمق قعدت على شَفير الْبركَة فحدثتني نَفسِي بقطعها الْبَادِيَة على التَّجْرِيد ودخلها شَيْء من الْعجب فَإِذا أَنا بالكتاني أَو غَيره الشَّك مني من وَرَاء الْبركَة فناداني يَا حجام إِلَى كم تحدث نَفسك نَفسك بالاباطيل

وَيرى أَنه قَالَ لَهُ يَا حجام احفظ قَلْبك وَلَا تحدث نَفسك بالاباطيل

وَقَالَ ذُو النُّون رَأَيْت فَتى عَلَيْهِ أطمار رثَّة فتقذرته نَفسِي وَشهد لَهُ قلبِي بِالْولَايَةِ فقيت بَين نَفسِي وقلبي أتفكر فَاطلع الْفَتى على سري فَنظر إِلَى فَقَالَ يَا ذَا النُّون لَا تبصرني لكَي ترى خلقي وانما الدّرّ دَاخل الصدف ثمَّ ولى وَهُوَ يَقُول ... تهت على أهل ذَا الزَّمَان فَمَا

أرفع مِنْهُم لوَاحِد رَأْسا

ذَاك لاني فَتى أَخُو فطن

أعرف نَفسِي وَأعرف الناسا

فصرت حرا مملكا ملكا

مدرعا بالقنوع لباسا ...

وَيشْهد لصِحَّة الفراسة مَا حَدثنَا أَحْمد بن عَليّ قَالَ حا ثَوَاب بن يزِيد الْموصِلِي حا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي حا أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث حا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن رَاشد بن سعيد عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله

الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتُّونَ

تنبيهه إيَّاهُم بالخواطر

قَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد المقريء قدم أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يَوْمًا ليُصَلِّي بِالنَّاسِ وَمَا كَانَ يؤم فَيقدم اضطرارا فَلَمَّا تقدم قَالَ للنَّاس اسْتَووا فَغشيَ عَلَيْهِ فَلم يفق إِلَّا بالغد فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ وَقت مَا قلت لكم اسْتَووا وَقع فِي قلبِي خاطر من الله تَعَالَى كَأَنَّهُ يَقُول لي يَا عَبدِي هَل استويت لي قطّ طرفَة عين حَتَّى تَقول لخلقي اسْتَووا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015