عشر حجج حج عَن نَفسه حجَّة يتوسل بِتِلْكَ الْحجَج إِلَى الله فِي قبُول حجَّته
الْبَاب السَّابِع وَالسِّتُّونَ
فِي لطائف الله للْقَوْم وتنبيهه إيَّاهُم بالهاتف
قَالَ أَبُو سعيد الخراز بَينا أَنا عَشِيَّة عَرَفَة قطعني قرب الله عز وَجل عَن سُؤال الله ثمَّ نازعتني نَفسِي بِأَن أسأَل الله تَعَالَى فَسمِعت هاتفا يَقُول أبعد وجود الله تسْأَل الله غير الله
قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي حججْت سنة من السنين فَكنت أَمْشِي فَوَقَعت فِي بِئْر فنازعتني نَفسِي بِأَن أستغيث فَقلت لَا وَالله لَا أستغيث فَمَا استتممت هَذَا الخاظر حَتَّى مر بِرَأْس بالبئر رجلَانِ فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر تعال حَتَّى نطم رَأس هَذَا الْبِئْر من الطَّرِيق فَأتوا بقصب وبارية وهممت أَن أصيح ثمَّ قلت يَا من هُوَ أقرب إِلَى مِنْهُمَا وَسكت حَتَّى طموا ومضوا فَإِذا أَنا بِشَيْء قد دلى برجليه فِي الْبِئْر وَهُوَ يَقُول تعلق بِي فتعلقت بِهِ فَإِذا هُوَ سبع وَإِذا هَاتِف يَهْتِف بِي وَيَقُول لي يَا أَبَا حَمْزَة هَذَا حسن نجيناك من التّلف فِي الْبِئْر بالسبع
قَالَ سَمِعت بعض أَصْحَابنَا يَقُول قَالَ أَبُو الْوَلِيد السقاء قدم إِلَى أَصْحَابنَا بوما لَبَنًا فَقلت هَذَا يضرني فَلَمَّا كَانَ يَوْم من الايام دَعَوْت الله تَعَالَى فَقلت اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَإنَّك تعلم أَنِّي مَا أشركت بك طرفَة عين فَسمِعت هاتفا يَهْتِف بِي وَيَقُول وَلَا لَيْلَة اللَّبن
قَالَ أَبُو سعيد الخراز كنت فِي الْبَادِيَة فنالني جوع شَدِيد فطالبتني نَفسِي بِأَن أسأَل الله طَعَاما فَقلت لَيْسَ هَذَا من فعل المتوكلين فطالبتني نَفسِي بِأَن أسأَل الله صبرا فَلَمَّا هَمَمْت بذلك سَمِعت هاتفا يَقُول