فالشواهد عَن سره مصروفة والاعواض عَن قلبه مطرودة فَلَا شَاهد يشهده وَلَا عوض يعبده وَلَا سر يطالعه وَلَا بر يلاحظه هُوَ فِي حَقه عَن حَقه مَحْجُوب وَفِي حَظه عَن حَظه مسلوب فَلَا نصيب لَهُ فِي نصيب وَهُوَ مأسور فِي أوفر النَّصِيب وَالْحق أوفر نصيب من فَاتَهُ الْحق فَلَيْسَ لَهُ شَيْء وَإِن ملك الْكَوْن وَمن وجد الْحق فَلهُ كل شَيْء وَإِن لم يملك ذرة
مَعْنَاهُ هُوَ قَائِم بِحقِّهِ مَحْجُوب عَن رُؤْيَة قِيَامه بِحقِّهِ وَهُوَ مسلوب عَن حظوظه وَهُوَ يرى نَفسه قَائِمَة بحظوظها ونصيبه من الْحق وجود الْحق وَهُوَ فِيهِ مأسور وَلَيْسَ لَهُ مُتَقَدم وَلَا مُتَأَخّر وأنسدونا لبَعْضهِم ... مواجيد حق أوجد الْحق كلهَا
وَإِن عجزت عَنْهَا فهوم الاكابر ...
الْبَاب الثَّانِي وَالسِّتُّونَ
قَوْلهم فِي صفة الْعَارِف
سُئِلَ الْحسن بن عَليّ بن يزدانيار مَتى بِكَوْن الْعَارِف بمسهد الْحق
قَالَ إِذا بدا الشَّاهِد وفنى الشواهد وَذهب الْحَواس واضمحل الاخلاص
معنى بدا الشَّاهِد يعْنى شَاهد الْحق وَهُوَ أَفعاله بك مِمَّا سبق مِنْهُ أليك من بره لَك وإكرامه إياك بمعرفته وتوحيده والايمان بِهِ تفنى رُؤْيَة ذَلِك مِنْك رُؤْيَة أفعالك وبرك وطاعتك فترى كثير مَا مِنْك مُسْتَغْرقا فِي قَلِيل مَا مِنْهُ وَأَن كَانَ مَا مِنْهُ لَيْسَ بِقَلِيل وَمَا مِنْك لَيْسَ بِكَثِير
وفناء الشواهد بِسُقُوط رُؤْيَة الْخلق عَنْك بِمَعْنى الضّر والنفع والذم والمدح وَذَهَاب الْحَواس هُوَ معنى قَوْله فبى ينْطق وَبِي يبصر الحَدِيث
وَمعنى اضمحل الاخلاص أَن لَا يراك مخلصا وَمَا خلص من أفعالك إِن خلص وَلنْ يخلص أبدا إِذا رَأَيْت صِفَتك فَإِن أوصافك معلولة مثلك