. غَابَتْ صِفَات القاطعات أكفها
فِي شَاهد هُوَ فِي الْبَريَّة أبدع
ففنين عَن أوصافهن فَلم يكن
من نعتهن تلذذ وتوجع
وَقيام ارمرأه الْعَزِيز بِيُوسُف
يَد نَفسه مَا كَانَ يُوسُف يقطع ...
وأنشدونا فِي الفناء ... ذكرنَا وَمَا كُنَّا لننسى فَنَذْكُر
وَلَكِن نسيم الْقرب يَبْدُو فيبهر
فأفنى بِهِ عَنى وَأبقى بِهِ لَهُ
إِذا الْحق عَنهُ مخبر وَعبر ...
وَمِنْهُم من جعل هَذِه الْأَحْوَال كلهَا حَالا وَاحِدَة وَإِن اخْتلفت عباراتها فَجعل الفناء بَقَاء وَالْجمع تَفْرِقَة وَكَذَلِكَ الْغَيْبَة وَالشُّهُود وَالسكر والصحو
وَذَلِكَ أَن الفاني عماله بَاقٍ بِمَا للحق وَالْبَاقِي بِمَا للحق فَإِن عماله والمفارق مَجْمُوع لِأَن لَا يشْهد إِلَّا الْحق وَالْمَجْمُوع مفارق لِأَنَّهُ لَا يشْهد إِيَّاه وَلَا الْخلق وَهُوَ بَاقٍ لدوامه مَعَ الْحق وَهُوَ جَامعه بِهِ وَهُوَ فان عَمَّا سواهُ مفارق لَهُم وَهُوَ غَائِب سَكرَان لزوَال التَّمْيِيز عَنهُ وَمعنى زَوَال التَّمْيِيز عَنهُ هُوَ مَا قُلْنَاهُ بَين الآلام والملاذ وَبِمَعْنى أَن الْأَشْيَاء تتوحد لَهُ فَلَا يشْهد مُخَالفَة إِذْ لَا يصرفهُ الْحق إِلَّا فِي موافقاته وَإِنَّمَا تميز بَين الشيئ وَغَيره فَإِذا صَارَت الْأَشْيَاء شَيْئا وَاحِدًا سقط التَّمْيِيز
وَعبر جمَاعَة عَن الفناء بِأَن قَالُوا يُؤْخَذ العَبْد من كل رسم كَانَ لَهُ وَعَن كل مرسوم فَيبقى فِي وقته بِلَا بَقَاء يُعلمهُ وَلَا فنَاء يشْعر بِهِ وَلَا وَقت يقف عَلَيْهِ بل يكون خالقه عَالما بِبَقَائِهِ وفنائه وَوَقته وَهُوَ حَافظ لَهُ عَن كل مَذْمُوم
وَاخْتلفُوا فِي الفاني هَل يرد إِلَى بَقَاء الْأَوْصَاف أم لَا
قَالَ بَعضهم يرد الفاني إِلَى بَقَاء الْأَوْصَاف وَحَالَة الفناء لَا تكون على الدَّوَام لِأَن دوامها يُوجب تَعْطِيل الْجَوَارِح عَن أَدَاء المفروضات وَعَن حركتها فِي أُمُور معاشها ومعادها