وَمن فنَاء تَعْظِيم مَا سوى الله حَدِيث ابي حَازِم حَيْثُ قَالَ مَا الدُّنْيَا أما مَا مضى فأحلام وَأما مَا بَقِي فأمان وغرور وَمَا الشَّيْطَان حَتَّى يهاب مِنْهُ لقد أطيع فَمَا نفع وَعصى فَمَا ضرّ فَكَانَ كَأَنَّهُ لَا دنيا عِنْده وَلَا شَيْطَان
وَمن فنَاء الحظوظ حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود حَيْثُ قَالَ مَا علمت أَن فِي أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يُرِيد الدُّنْيَا حَتَّى قَالَ الله {مِنْكُم من يُرِيد الدُّنْيَا ومنكم من يُرِيد الْآخِرَة} الْآيَة فَكَانَ فانيا عَن إِرَادَة الدُّنْيَا
وَمن ذَلِك حَدِيث حَارِثَة قَالَ عزفت نَفسِي عَن الدُّنْيَا فَكَأَنِّي أنظر الى عرش رَبِّي بارزا فنى عَن العاجلة بالآجلة وَعَن الاغيار بالجبار
وَحَدِيث عبد الله بن عمر سلم عَلَيْهِ إِنْسَان وَهُوَ فِي الطّواف فَلم يرد عَلَيْهِ وشكاه إِلَى بعض أَصْحَابه فَقَالَ عبد الله إِنَّا كُنَّا نتراءى الله فِي ذَلِك الْمَكَان
وَمِنْهَا حَدِيث عَامر بن عبد الْقَيْس قَالَ لِأَن تخْتَلف فِي الأسنة أحب إِلَيّ من أَن أجد مَا تذكرُونَ يَعْنِي فِي الصَّلَاة حَتَّى قَالَ الْحسن مَا اصْطنع الله ذَلِك عندنَا
وفناء هُوَ الْغَيْبَة عَن الاشياء رَأْسا
كَمَا كَانَ فنَاء مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين تجلى ربه للجبل {وخر مُوسَى صعقا} فَلم يخبر فِي الثَّانِي من حَاله عَن حَاله وَلَا أخبر عَنهُ مغيبه بِهِ عَنْهَا
وَقَالَ أَبُو سعيد الخزاز عَلامَة الفاني ذهَاب حَظه من الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِلَّا من الله تَعَالَى ثمَّ يَبْدُو باد من قدرَة الله تَعَالَى فيريه ذهَاب حَظه من الله تَعَالَى إجلالا لله ثمَّ يَبْدُو لَهُ باد من الله تَعَالَى فيريه ذهَاب حَظه من رُؤْيَة ذهَاب حَظه وَيبقى