. وَذَاكَ لِأَن المفردين رَأَيْتهمْ
على طَبَقَات والدنو بعيد
فَمن مُفْرد يسمو بهمة قلبه
عَن الْملك جمعا فَهُوَ عَنهُ يحيد
وأدمن سيرا فِي السمو توحدا
وكل وحيد بالبلاء فريد
وَآخر يسمو فِي الْعُلُوّ تفردا
عَن النَّفس وجدا فَهِيَ مِنْهُ تبيد
وَآخر مفكوك من الْأسر بالفنا
فَأصْبح خلوا واجتباه ودود ...
فَالَّذِي أدمن سيرا فِي السمو متوحد بالبلاء لِأَنَّهُ لَا سَبِيل لَهُ إِلَى مَا يطْلب وَلَا يساكن شَيْئا دونه وَالَّذِي تفرد عَن النَّفس وجدا فَلَا يحس بالبلاء وَالَّذِي فك من أسر النَّفس بالفناء عَنْهَا هُوَ المجتبي المقرب المتفرد بِالْحَقِيقَةِ
الْبَاب الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ قَوْلهم فِي الوجد
وَمعنى الوجد هُوَ مَا صَادف الْقلب من فزع أَو غم أَو رُؤْيَة معنى من أَحْوَال الْآخِرَة أَو كشف حَالَة بَين العَبْد الله عز وَجل
قَالُوا وَهُوَ سمع الْقُلُوب وبصرها قَالَ الله تَعَالَى {فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور}
وَقَالَ {أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد}
فَمن ضعف وجده تواجد والتواجد ظُهُور مَا يجد فِي بَاطِنه على ظَاهره وَمن قوى تمكن فسكن
قَالَ الله تَعَالَى {تقشعر مِنْهُ جُلُود الَّذين يَخْشونَ رَبهم ثمَّ تلين جُلُودهمْ وَقُلُوبهمْ إِلَى ذكر الله}