. أرى الذّكر أصنافا من الذّكر حشوها
وداد وشوق يبعثان على الذّكر
فذكرأليف النَّفس ممتزج بهَا
يحل مَحل الرّوح فِي طرفها يسري
وَذكر يعزي النَّفس عَنْهَا لِأَنَّهُ
لَهَا متْلف من حَيْثُ تَدْرِي وَلَا تَدْرِي
وَذكر علا منى المفارق والذرى
يجل عَن الأدراك بالوهم والفكر
يرَاهُ لحاظ الْعين يالقلب رُؤْيَة
فيجفو عَلَيْهِ أَن يُشَاهد بِالذكر ...
صنف الذّكر أصنافا فَالْأول ذكر الْقلب وَهُوَ أَن يكون الْمَذْكُور غير منسي فيذكر وَالثَّانِي ذكر أَوْصَاف الْمَذْكُور وَالثَّالِث شُهُود الْمَذْكُور فيفني عَن الذّكر لِأَن أَوْصَاف الْمَذْكُور تفنيك عَن أوصافك فتفنى عَن الذّكر
الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ
قَوْلهم فِي الْأنس
سُئِلَ الْجُنَيْد عَن الْأنس مَا هُوَ
فَقَالَ الْأنس إرتفاع الحشمة مَعَ وجود الهبيبة
معنى ارْتِفَاع الحشمة أَن يكون الرَّجَاء أغلب عَلَيْهِ من الْخَوْف
وَسُئِلَ ذُو النُّون عَن الْأنس فَقَالَ هُوَ انبساط الْمُحب إِلَى الْحُبُوب
مَعْنَاهُ مَا قَالَ الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام {أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى} وَمَا قَالَ الكليم عَلَيْهِ السَّلَام {أَرِنِي أنظر إِلَيْك} وَقَوله {لن تراني} شبه الْعذر أَي لَا تطِيق
وَسُئِلَ إِبْرَاهِيم المارستاني عَن الْأنس فَقَالَ هُوَ فَرح الْقلب بالمحبوب
وَسُئِلَ الشبلي عَن الْأنس فَقَالَ هُوَ وحشتك مِنْهُ