حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِي الجلاب, قَالَ: سمع بنان رجلا يَقُول: إن الدجال فِي سنة قحط مَعَهُ جرادق أصبهاني, وملح ذراني, وأنجذان سرخسي؛ فَقَالَ: هَذَا عافاك اللَّه رجل يستحق أَن يستمع لَهُ ويطاع.
أنبأنا الرافقي, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المقرئ, قَالَ: سمعت بنانًا الطفيلي يَقُول: دعاني صديق لي وعنده قوم من التجار, فاشتيهيت عَلَيْهِ عصيدة, فجاءني بدوشاب خام سيلان لن تصبه النار, ودقيق من هَذَا المحور, قَدْ نخل بمنخلين دقيق وجليل, فتراه كَأَنَّهُ سحالة, الذهب فِي البوتقة, وسمن عربي بصري, وطنجير واسع مجلي, وساعد قوي, وعلامة الإنضاج من الدقيق أَن يَقُول: (تف تف) , وعلامة الإنضاج من السمن أَن يَقُول: (بق بق) , ثُمَّ أتيت بجون قحفي مقشور, وطرح فيها وحرك واختلط, ثم أتيت بطيفوية رحراحة, فأقليت وصيرت فِي وسطها قبرا فِيهَا سمن, فقعد معنا عليها قوم مجان لَمْ يعرفوني إلا بَعْد, فأخذ بَعْضهم لقمة, فألقاها فِي السمن, وَقَالَ: (فَكُبْكِبُوا فيها والغاون) (26 سورة الشعراء الآية: 94) . وجر إِلَيْهِ السمن, وَقَالَ الآخر: إذا لقوا فِيهَا (سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا) (25 سورة الفرقان الآية:12) . وجر إِلَيْهِ السمن, فَذَهَبَ, قُلْت: (وبئر معطلة وقصر مشيد) (22 سورة الحج الآية:45) . وخرقت السمن إلي, فقال الآخر: (أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ