فالرفث حين أُشرب معنى الإفضاء أو حَمله، جاء منه معنى التضمين والذي يسميه بعض النحاة: الإشراب أو الحمل.
ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئاً كثيراً لا يكاد يُحاط به، ولعله لو جُمع أكثره لجاء كتاباً ضخماً، وقد عرفنا طريقه فإذا مرَّ بك شيء منه فتقبلْه وأنسْ به فإنه فصل من العربية لطيف يدعو إلى الأنس بها والفقه فيها، ومن أجل ذلك أخذتُ به ووضعتُ يدي فيه، لاعتقادي بأنه من أشرفِ علوم العربية وأذهبَ في طرق القياس والنظر وأجمعها لخصائص الصنعة، وعلائق البيان والحكمة، واستعنت اللَّه على عمله، واستمددته من إرشاده وتوفيقه فهو مُؤتي ذلك بقدرته، والمانح بطوله ومشيئته.
ثم إن كل من حكم بزيادة الحروف أو تعاورها أو تماثلها (?)،
فقد زهد بقيمتها أو تشاغل عن خطرها وأعرض عن تدبرها فدخل عليه غلط في فهمها ولَبْس في معرفة مغزاها، وظنون رديةٌ لو علم مغبَّتها لأنِفَتْ نفسه من الرضا بها.
نعم ذهب عدد من المفسرين إلى أن التضمين يجري في الحروف ..