يتعامل بها الإنسان مع ربه عز وجل، ومع أخيه الإنسان، ومع الطير والحيوان، وكل روح خلقها الله عز وجل، لتظل هذه القيم السامية مع الزراع فيكل عصر وجيل، فهي باقية مع تطور الآلات الزراعية من جيل إلى آخر، ومن زمن إلى زمن، فالآلات الزراعية تتطور وتتغير حسب الظروف والتقدم الحضاري، لكن القيم الأخلاقية التي شرعها القرآن خالدة، لا تتغير ولا تتبدل، بل تظل صالحة لكل الأجيال والأزمان؛ لأنها هي المنهج التي تدور عليه الحياة الزراعية؛ ليضع في كل مجتمع سلوكًا يتناسب مع ظروفه وعصره الحضاري.

وموضع الحديث هنا مهنة الزراعة من خلال التصوير القرآني فقط دون الحديث الشريف فله مجال آخر؛ فيحث القرآن الكريم المعجز على تعمير الأرض، واستغلالها بالزراعة، فتنشق عن عطاءها الموفور من الحبوب والبقول والفواكه والثمار والخضروات والمراعي، والنخيل، والأعناب والزيتون والرمان، والتين والأشجار، ليتأمل الإنسان في نعم الله وخيراته؛ فيشكره ويثني عليه، قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [عبس: 24-32] ، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 99] ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015