ويقول الهروي عبد الله الأنصاري المتوفي 481 هـ:

(الزهد أصله تعذيب الظاهر بترك الدنيا) (?).

وينقل ابن الملقن عن أستاذ الجنيد أنه قال:

(علامة الفقير الصادق أن يفتقر بعد الغنى , وينحط بعد الشهرة) (?).

وينقل السلمي عن سمنون المحب - وهو من أصحاب السري السقطي - أنه سئل عن الفقير الصادق فقال: (الذي يأنس بالعدم كما يأنس الجاهل بالغنى , ويستوحش من الغنى كما يستوحش الجاهل من الفقر) (?).

وذكروا عن أبي يزيد البسطامي أنه سئل: بأي شيء نلت هذه المعرفة؟ فقال: (ببطن جائع وبدن عار) (?).

وأخيرا ذكر الكلاباذي عن الصوفية فقال:

(أنهم قوم تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان , وهجروا الأخدان , وساحوا في البلاد , وأجاعوا الأكباد , وأعروا الأجساد) (?).

مع اعترافهم بأن هذه هي المسيحية كما نص على ذلك أبو طالب المكي حيث قال:

(روينا عن عيسى عليه السلام أنه قال: (أجيعوا أكبادكم , وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله عز وجل) (?).

فالنصوص في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى , وأن يسعها كتاب فهيهات هيهات أن يسعها باب أو جزء من الباب , وكل هذه النصوص تنطق صراحة عن مصدرها الأصلي ومرجعها الحقيقي , ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام وإرشاداته , بل أنها مخالفة تماما لتلك , ولكي يسهل على القراء والباحثين المقارنة ذكرنا ما ورد في القرآن والسنة في هذا الخصوص , كما أوردنا قبل ذلك توجيهات مسيحية وتعاليم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015