إلى حركة أبي هاشم , وانضافوا إلى الحركة السرية العباسية التي ورثت حركة أبي هاشم , حتى أدى بهم الأمر إلى تأليه أبي مسلم الخراساني , كما فعلوا مع أئمة الشيعة من العلويين. يضاف إلى ذلك أنهم نصروا حركة عبد الله بن معاوية في فارس أيضا , وأسبغوا عليه النور الإلهي الذي سنجده في التصوف واضحا جليا.
وهذا كله يعني أن الفرس قد بدأوا إضافة القداسة إلى البيت النبوي بإعتبارها أساسا موازيا لأسسهم السياسية والدينية السابقة من تأليههم الملوك , وقولهم بالنور الذي ينتقل من ملك إلى آخر , فثبتت الولاية لعليّ بن أبي طالب على نحو مبالغ فيه , وأنتقلت هذه الولاية المقدسة مع زيادات وإضافات وحواش إلى الأئمة من بعده حتى بلغ الأمر حدّ التأليه) (?).
وأما السنة فلقد نقلنا فيما سبق رأي شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن خلدون وغيرهما في ذلك الخصوص , كما ذكرنا أيضا رأي المستشرق الإنجليزي المشهور المتعاطف مع التصوف والصوفية - وهو نيكلسون - وبمثل ما قاله قال جولد زيهر (?).
وأخيرا نختم كلامنا في هذا الخصوص على مقولة المستشرق براون ( رضي الله عنهROWN) المشهورة:
(إن التشيع والتصوف كانا من الأسلحة التي حارب بها الفرس العرب) (?).