تركتني بين الغواني صريعا ... فلهذا أدعى صريع الغواني) (?).

فعن هؤلاء قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

(فكل الرسل دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له , وإلى طاعتهم والإيمان بالرسل هو الأصل الثاني من أصلي الإسلام , فمن لم يؤمن بأن هذا رسول الله إلى جميع العالمين وأنه يجب على جميع الخلق متابعته , وأن الحلال ما أحله , والحرام ما حرمه , والدين ما شرعه فهو كافر مثل هؤلاء المنافقين , ونحوهم من يجوز الخروج عن دينه وشريعته وطاعته , إما عموما أو خصوصا ... ويعتقدون مع هذا أنهم من أولياء الله , وأن الخروج عن الشريعة المحمدية سائغ لهم , وكل هذا ضلال وباطل , وإن كان لأصحابه زهد وعبادة) (?).

وقال الحافظ ابن حزم الظاهري:

(ادّعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل , وقالوا:

من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك , وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك , واستباحوا بهذا نساء غيرهم , وقالوا بأننا نرى الله ونكلمه , وكلما قذف في نفوسنا فهو حق.

ورأيت لرجل منهم يعرف بان شمعون كلاما نصه أن لله تعالى مائة اسم , وأن الموفي مائة هو ستة وثلاثون حرفا ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط , وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق. وقال أيضا: أخبرني بعض من رسم لمجالسة الحق أنه مدّ رجله يوما فنودي: ما هكذا مجالس الملوك , فلم يمدّ رجله بعدها. يعني أنه كان مديما لمجالسة الله تعالى) (?).

ولذلك قال ابوعلي وفا:

(وبعد الفنا بالله كن كيف ما تشا ... فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر) (?).

ونقل الدكتور عبد الحليم محمود قاعدة عامة للصوفية بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015